الخميس، 10 يناير 2013

من مكدرات الربانية :


هناك غايات عديدة يستهدفها المسلم من عبادته ، وذلك حسب وعيه بمرامي الإسلام ، لكن تبقى غاية كل هاته الغايات هي القرب من الله لذاته سبحانه .
وهذا ليس بالأمر الهين على كل عابد أو عامل بالحقل الإسلامي ..
مما يجعل من النية في أي عمل إسلامي  ذات مهاوي سحيقة يجب الحذر كل الحذر من منزلقاتها وأمراضها كـــ :
1 ـــ اتخاذ الدين مطية للمكاسب الشخصية أو السياسية والتريس والعلو على المسلمين دون نية صادقة ، ودون بينات علمية  . 
2ـــ إشعال الفتن الطبقية أو العرقية أو العقدية ، والسقوط في جريمة تأليب الفقراء على الأغنياء باسم الإصلاح
3ـــ الإنتصار للنفس وإثبات الذات أمام المسلمين ، وبدينهم كسلاح ضدهم
4ـــ العمل لتحقيق مصالح محدودة ، وأهداف قاصرة وبعيدة عن مبادئ العلوم والفقهيات الإسلامية وعن فقه السياسة الشرعية.
5ـــ تكريس فرقة وشتات الأمة والشعوب والمجتمعات ، والإنتصار للتكثل الواحد وعدم السعي للوحدة والحوار
6 ـــ السعي للتسلط واكتساب مراتب داخل أي تكثل وإقصاء ذوي الكفاءات .
7ـــ إستغلال الجهلة والمتحمسين بشعارات خادعة ، وإقحام العامة في أمور من مهام أولي الحل والعقد وذوي الإختصاص ..
8ـــ تأليه التكثل ومعاداة كل التكثلات الأخرى بإسم أو بآخر
9 ـــ التنطع والتمظهر والإعتزاز بالذات وبالتدين تكبرا على المسلمين
10 ـــ الإعجاب بالمظهر كاللحي الطويلة والثياب الفضفاضة والإعتناء بالشكل دون الجوهر .
11 ـــ إدعاء التفقه وإقصاء المجادلة بالتي هي أحسن .
12 ـــ التموقف من عامة المسلمين تكبرا وادعاء للطهرانية الزائفة ، وازدراء أهل البلاء من العصاة دون إستغفار لهم ودون دعوة ونصيحة لهم بالحسنى
13ـــ عدم النزول لواقع المسلمين ، وعدم اللين معهم كلهم .
14 ـــ تكفير أهل لاإله إلا الله بكل تنطع وتفسيق الناس واحتقار أهل البلاء 
15ــ الجهل بأخلاق التبليغ والدعوة
16ـــ الغلظة في التعامل داخل الجماعة وخارجها والإنحطاط الأخلاقي بإسم الشد على السنة بالنواجد 
17ـــ نبذ كل مظاهر الحضارة وتحريم ما أحل الله وتحجير عقول الشباب وتكفير الفلاسفة والعلماء دون بينات علمية .
18ـــ الترامي على الفتوى في الدين دون كفاءات .
19ـــ الإستحمار الشخصي من طرف بعض القادة الإسلامويين والفقهاء التسلفيين وبعض أدعياء التصوف .
20 ــ الإسترزاق بالأعمال الإسلامية مدنيا وسياسيا بل وحتى رسميا : فهناك العديد من العلماء والأساتذة في الشعب الإسلامية الذين لا يستحقون رواتبهم العالية ، ولا يبدلون جهدا لله خارج وظائفهم ، ولحد الدعوة للإسلام الجزئي في كل مقرراتنا التعليمية والجامعية .
21 ـــ التلاعب بالقوانين الأساسية والداخلية للحركات والجماعات والجمعيات والأحزاب وبتسييرها . 
22ــ تنكر العديد من الحزبيين لمبادئهم الأولى ولكل تنظيراتهم  .
23ـــ التربية الرجعية والتكوين الناقص النابذان للتطور والتقدم وحضارة الأمة .
24ـــ الكفر بالعلوم والآداب الإنسانية التي لا تناقض الإسلام .
25- عدم الدعوة للتفكر والتأمل وللبحث عن الحقيقة .
26 - عدم الدفاع على الحق ، وعلى العديد من الحقوق الإنسانية التي لا تتناقض وحقوق المرأة والطفولة والشباب والرجولة والعمال إسلاميا ،وتجاهل حقوق الإنسان المتماسكة وفقهياتنا سياسيا ومدنيا  ..
27 - تبني العديد من الطروحات العلمانوية والعلموية المتناقضة وفقهياتنا 
28 -الجهل بعلمية العديد من العلوم العلمانية ومدى تعانقها مع مبادئنا الإسلامية .
29 - عدم السعي لإصلاح مثالب وسيئات الديمقراطية بمحاسن وفضائل شورانا الإسلامية وسياستنا الشرعية .
30 - عدم الوعي بالمخططات والمكائد الخارجية والصهيوماسونية المدمرة ، وإتخاد الأنظمة الوطنية والأحزاب المحلية كعدو أول ..
31 - عدم تدبرنا ودراستنا للقرآن الكريم بنية العلم والعمل ، وبنية الإصلاح الفردي والجماعي والتدافع العلمي : أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها . محمد 24.
32 - عدم الوعي بالطاقات والقدرات الذاتية المكنونة فطريا وربانيا في المسلمين ولذى كل الناس ..
33 - نقص تربيتنا على التطوير المستمر للذوات ..
34 - الدفاع عن الأنفس وإثبات الذوات بالإسلام عوض الدفاع بنكرانها على الإسلام 
 وتتتالى أخطاؤنا..................
والتي نوجزها كلها في سيئة دعوتنا العلمية والعملية للإسلام الجزئي..
وكل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون . كما روى الترمدي والحاكم وإبن ماجة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  ..
واساس كل هذا العديد من الآفات النفسية والخلقية والفكرية والإجتماعية والسياسية والتكوينية التي تفسد النيات وتفرق الصفوف وتقف شامخة ضد الشرط الأول في هاته الربانية الذي هو الصدق والإخلاص  في النية قبل العمل ..
مما يجعل كل أمراض الرياء مصنفة في هذا المضمار :من الأنانية حتى التباغض والحسد ، وحتى التحايل وكل كبائر النفاق العقدي والإجتماعي ..
ومعها كل الكبائر الباطنة التي ينكرها الإسلام قرآنا وسنة : كالغيبة والنميمة والغدر والخيانة والكذب ..
وكل أنواع الإثم الظاهرة والباطنة ،كفرا بقوله تعالى :  وذروا ظاهر الإثم وباطنه . الأنعام 120 .
في حين أن الربانية هي أن تكون كلك لله ، وفي أن تكون كل حركاتك بالله ولله وفي الله : ومن كان كله لله كان الله له .
وذلك هو الهدى الذي يربي عليه الربانيون مريديهم لرفع هممهم عن كل الدنايا ، ولتربية قلوبهم على المعاني الكبرى للعبادة والملخصة في : صدق التوجه لله تعالى كتعريف للتصوف السني الحق وكباب كبير لفقه الإحسان ، ولعرفانيات الولاء لله سبحانه ..
والذي لا يعني كل الإسلام ، بل التصوف الحق شعبة فقط كباقي شعبنا الإسلامية .
والتي تبقى وحدها العلاج - ما كانت حقا ربانية - لكل أمراضنا الفردية ..
رغم أن بعض المربين والمرشدين وشيوخ الصوفية قضوا باستحالة الجمع بين الحركية والربانية لما رأوه من هاته العفونات  ..
وهي فكرة استقرائية واقعية، لكن الربانية المثلى هي التي لاتعزل المسلم عن هموم المسلمين كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم . رغم ضعف الحديث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق