رغم أن الربانية من المفردات العميقة المعاني لغة ، فإن كثيرا من معاجمنا العربية - وحتى الضخمة منها - تخلو من شرح لغوي لهذا المصطلح ، الذي يرتبط باسم الرب ، ويعني كمال العبودية لله عز وجل .
هاته العبودية التي لاتكتمل حتى لا تكون في العبد ذرة من الربوبية ، رغم أن إسم الرباني في بعض المعاجم تمزج بين العارف بالله كرباني والمتأله في كل الديانات ..
لكن تبقى الربانية في معناها العام إسلاميا ظهور الصفات العليا للإخلاص على كل حركات وسكنات العبد ، وعلى كل معاملاته وأفكاره وسلوكه ..
فهي إذن من الآفاق العليا للإسلام ، والتي لا يمكن أن يتصف بها حقا إلا أهل الإحسان من هاته الأمة ..
إذ تتطلب كثيرا من الشروط الظاهرة والباطنة ، والتي نجمل أسسها في كل واجبات التقوى ، والتى من معانيها الأولى خوف مقام الله وغضبه وعذابه ومكره ..
كما أن للتقوى أسسا عديدة أجملها سيدنا علي كرم الله وجهه في قوله :
التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضى بالقليل والإستعداد ليوم الرحيل .
وهاته هي الشروط الأساسية بل والكبرى للربانية الحقة التي عرفها أحد العلماء أيضا بأنها : وراثة أحوال النبوة ..
الوراثة التي لا يرثها إلا العلماء العاملون .
والتي لاتتم دون :
علم عملي وعلم دراسة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى البخاري : .. العلماء ورثة الأنبياء..
وعمل علمي وعلم وراثة كما قال تعالى : وإتقوا الله ويعلمكم الله .البقرة 282
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق