السبت، 20 فبراير 2021

مقدمة أولى :

 كما الماضي والحاضر ستظل الإنسانية بحاجة للفكر وللعلوم وكل الآداب والفقهيات الإسلامية كبوصلة كبرى لكل العقل المستقبلي ، وكبديل لكل الإيديولوجيات العالمية .. 

الأمل الذي كدنا نفقده مع الأخطاء الهدامة للإخوة الإسلاميين ، وخصوصا بعد تسلقهم السريع لكراسي السلطة دون فقه حركي ولا هندسات مستقبلية ، بعد أن كانوا هم البديل الوحيد للعديد من شعوبنا العربية ، بل وفرسان الخلافة كما كانت شعاراتهم الأولى ..

وليصير إسلامنا السياسي آفة لا علاجا ، ومشكلا لا حلا ، بل وأزمة إسلاموية وتسلفية لا ندري إن كنا سنستطيع تجاوزها قبل بعثة المهدي ونزول عيسى عليهما السلام ..

ولكن ورغم كل هذا الإخفاق السياسي والحركي والتخليقي والفكري لا زال إسلامنا الحنيف الملاذ الوحيد للإنسانية بعد أن وصل العقل الغربي مداه ، وبعد أن وقفت كل إيديولوجياته العالمية ، ولحد النداء الغربي اليوم لنفي العقل ونبذ الأخلاق ، وللفوضى الخلاقة وكل سياسات الحمق والجنون ، ولحد قول بوش الإبن : إنقضى زمن الإيديولوجيات.

ليبقى الإسلام - وبكل أسسه ومعاليه - البديل الحالي والمستقبلي لكل المدارس العالمية ..     لكن أي إسلام ؟ وبأي مذهب ؟ : لنجيب بكل بساطة ولكن بكل عمق : إسلام القرآن الكريم والسنة الشريفة وبالمذهبية الإسلامية الحقة كلها .. لكن ولنسأل : وبأي فهم ؟ ليجيب البعض : بفهم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين .. لنقول :  لقد وصل لنا نقل الصحابة للوحي قرآنا وسنة وسيرة لا العقل الكلي للصحابة ، والذين لم يكن لهم بدورهم فهما موحدا ولا سياسة واحدة ..

الفهومات والسياسات النبوية والصحابية التي لن نتلمسها بلطف ، بل ولن نقترب من آفاقها بعمق إلا بتدبرنا للقرآن الكريم كله وللسنة الشريفة كلها ، وإعتبارنا بكل السيرة النبوية الوقادة ، وبنية التعلم منها والعمل بها ، قبل الغرق في أي من الفقهيات والعلوم والآداب الإسلامية الأخرى ، وكل ما لا يناقضها من علوم ومعارف  حقة .

وكل هذا قبل الإختصاص في تنزيلها كفقه إصلاحي عام - وبكل تدرج - إن أردنا الإصلاح بكل رحمة وسلام وربانية : لأن المذهبية الإسلامية مركبة وليست بسيطة ، بل وجد معقدة حركيا وعند التنزيل ، وخصوصا بعد ان داخل العديد من العاملين في ساحات حقلنا الإسلامي ما داخلهم ، وبعد إدعاء كل تكثل منا لإجتهاده كفهم مطلق ، وكمذهبية شاملة ، ودون تفريق منا بين رحمانية الدين وإنسانية التدين ، وذاك لجهلنا بأن ديننا ليس هو تديننا ، وبأن الإسلام دين لعدة مذاهب ، ووحي لآلاف العلوم والفقهيات ، لا دين ووحي لمذهب واحد مهما تماسكت علومه وفقهياته ، ومهما تسنن منهاجه ، ولتبقى - ولحد اليوم - كل نقائضنا الحركية والعلمية والفقهية والفردية والتربوية في دعوتنا للإسلام الجزئي ، الذي كان ولا يزال من أعتى مولدات فشلنا ، بل وعين كل أزماتنا ..

الأزمات التي لن نتجاوزها إلا بإصلاح أنفسنا أولا كعاملين في الحقل الإسلامي ، وبنية البناء الصادق لا الهدم المصلحي ، ونية التوحيد لا الفرقة أولا ، وبكل إنسانية وتدرج وربانية ..ولصالح كل الناس - بل وكل الأرض - كما هي حقيقة الإسلام .

ودوما بالإسلام كله سنيا ، وبكل تدرج وربانية ، وإلا فلا إيمان منا كاملا بالإسلام :                                                                      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق